2012/09/08

اكتئاب الخطوبه





انا لازم اعترف ... انا مصاب بمرض " اكتئاب الاختيارات " كل ما كان في خيارات متاحه ادامى اكتر كل كانت فرصه اصابتى بالاكتئاب اكتر.
الموضوع بيبدأ ان الخيارات تكتر .. افكر فيها وافكر فى ازاى هتغير مسار حياتى كلها .. يبدأ مخى يدى اشاراه لقلبى انه يدق الدقه الرتيبه الممله دى ... وفى النهايه اكتئب.

مش عارف المشكله بتبدأ منين لكن يمكن لأنى كائن روتينى لاقصى درجه .. بكره التجديد الحاد فى حياتى ..يمكن اقبل بقليل من التجديد التدريجى والمرحلى .. لو فى حاجه بتسعدى ممكن اعملها مرات ومرات ومرات بنفس الطريقه .. خلفيه الويندوز , ثيم الموبايل  من الحاجات اللى عمرى ما غيرتهم .. ولو اخويا غيرهم بحس بشويه تململ لوقت طويل وبعدين اعتاد على الثيم الجديد واصمم على عدم تغييره ,لو اتنقلت كنبه من مكانها فى البيت , غيروا سجاده فى البيت مش بحس بفرحه الحاجه الجديده بالعكس بحس بازعاج لكام يوم لحد ما اخد على الوضع الجديد
انا شخص روتينى جدا بدرجه عنيفه.
وانا بحالى اللى انا فيه دلوقتى مستريح .. بروح الشغل مش كل يوم لكن بروح على الاقل 3 او 4 مرات كل اسبوع , بروح عيادتى كل يوم بعمل نفس اللى بعمله كل يوم ,, ويوم الجمعه بخرج اتفسح واشوف اصحابى . كل اسبوع بعمل كده بالظبط.

اكتر شئ ازعجنى الفتره اللى فاتت .. هى قرار امى وزنها انى لازم اخطب .. الفكره لا تبدو سيئه بالنسبه لى فى حد ذاتها .. لكن تغيير استايل حياتى اللى بيبدوا الاسوأ لى على الاطلاق . انا عندى اسأله كتير مش عارف اجابتها اصلا .. وحاسس باكتئاب لانى مكنتش مخطط حياتى تمشى بالشكل دا.
ازاى ممكن اقعد مع بنت مره او اتنين او تلاته واقرر انى هعيش معاها العمر كله؟ .. ايه اللى ممكن يبهرنى فيها للدرجه دى؟ ولا اصلا مش المفروض انبهر؟
ايه اصلا الحاجات اللى بتفرق معايا فى الحكم على اى بنت او اهلها؟ وايه اهميه اصلا انى احكم على اهلها؟ .. ايه الحاجات اللى بحبها اصلا ؟؟ وهل مطلوب منى اصلا انى انبهر ولا مطلوب انى احس انها مقبوله , ولا المطلوب انى افرح اول ما اشوفها؟

كانت اول تجربه ليا النهارده .. خرجت منها وانا مكتئب .. البنت ما شاء الله جميله .. اهلها طيبين .. بس مش شايف فيها حاجه تشدنى انى افضل جنبها .. مش حاسس انها واو او انها حتى مفيش زيها او اللى زيها نادر .. بالعكس شايف ان فى منها كتير .. انا مش عارف ايه اللى بقوله دا .. وهل مقدمه البوست دا هى السبب .. احساسى انى هغير سيستم حياتى هو اللى بيخلينى مش حاسس انى فرحان وبالتالى مش حاسس انى عاوز اكمل او اروح لهم تانى؟
انا منزعج وحاسس انى غير ناضج وغير مؤهل لخطوه كبيره زى دى .. وكاره الطريقه ويمكن طريقه انى اعرف البنت ونبقى اصدقاء قبل ما اروح اتقدم بقيت متعقد منها من تجربتى الوحيده اللى مريت بيها ؟
باختصار انا مكتئب ومش عارف ليه  ومش عارف اخرج من المود دا ازاى :(

2012/08/30

اصدقاء دكتور الاسنان



انا محمود .. دكتور اسنان ..بيقولوا انه دكتور شاطر وكل ما الوقت بيعدى بيأكدوا دا الحمد لله .. انا عارف ان كلمه شاطر او ناجح مش هتفرق معاك ..يعنى اكيد مش هتخلى عندك الرغبه انك تزورنى فى العياده ..انا عارف اصلا ان بقى فى بينى وبينك عداء من ساعه ما عرفت انى دكتور اسنان .

بس انا هقولك على معلومه .. شقائى بيك بجد اكبر من شقائك بيا .. انا اللى مطلوب منه انه يعمل شغله على احسن وجه , انه يشيل التسوس واثاره كلها ويعالجك صح .. تحت تأثير زنك الرهيب اللى يجيب لوحده مليون صداع ..وكأن تعب الشغل لوحده مش كفايه ولازم تكمل عليه بزنك وبسؤالك العبقرى"دكتور خصلت؟؟!! " " طب فاضل كتير؟" وكأنى يعنى ممكن اخلص وافضل سايبك فاتح بقك من حلاوته مثلا
لكن انت كل المطلوب منك انك تستحمل خمس دقايق من غير صوت وانا هخلص . طب انا راضى ذمتك مين فينا مهمته اسهل.

بس عارف ايه هى الحاجات اللى بتخلينى متحمل تعب الشغل دا .. حاجه زى انه يزورنى اصدقاء جداد زى " علا , ومصطفى , وزهره , واحمد"

علا 9 سنين

اول مره شفتها قلت لها بصوت واطى اوى : " علا انتى شبه البنت اللى كنت بحبها زمان" 
هى فعلا شبه البنت اللى كنت بحبها وانا فى ابتدائى .. كانت سنانها اللى ادام شكلها كده برضه وشكل ضحكتهم زى بعض بالظبط .. وحتى تسريحه الشعر

لدرجه انى تخيلت انها هى بس وقف بيها العمر ... لك ان تتخيل طريقتى فى التعامل مع حبيبتى اللى العمر وقف بيها وخلانى اكبر وسابها بنفس شقاوتها وبرائتها

يمكن دا المبرر الوحيد اللى بيخلينى استحمل " والنبى والنبى والنبى تعمل بسرعه ماشى "

"ماشى يا علا بس افتحى بقك بقى "
" طب والنبى والنبى بلاش البتاعه اللى بتزن دى .. خليك فى البتاعه التانيه"
"لأ يا علا ماينفعش"

" طب هتوجعنى؟!"

"لأ"

"انت قلت لأ ماشى انا هفتح اهو "

الحوار دا حوار بيتكرر كل مره وبنفس الطريقه لدرجه ان الممرضه حفظته. بس انا عمرى ما زهقت منه .. حد يزهق من دلع حبيبته :) 

اخر مره شفتها اتقدمت لها رسمى بس لسه مردتش عليا :D



مصطفى 8 سنين
مصطفى بقينا اصحاب من اول مره .. "مصطفى افتح فاتحه الاسد ومش هتحس بحاجه" ..."لو حسيت باى وجع حرك ايديك انا شايفها كويس ومتحركش راسك" ... مصطفى مش بيرد عليا دايما هو بينفذ تعليماتى بس وبيحرك راسه

من يومين جالى العياده لواحده من غير اى حد كبير معاه على غير العاده .... " دكتور ممكن اطلب من حضرتك طلب"

"اتفضل يا مصطفى " .. لقيته بيبص للممرضه مكسوف يتكلم ادامها " سهام اخرجى واقفلى الباب عشان التكييف .. عاوز ايه بقى يا مصطفى"

" بابا جاى يحشى سنانه عند حضرتك دلوقتى .. ممكن حضرتك تقوله ان السجاير هى اللى مبوظه سنانه عشان هيسمع كلامك ويبطل "

من يومها وكل ما افتكر الموقف ابتسم اوى وادعى ربنا يبارك فيه ... وكل مره بعالج باباه فيها من اى حاجه بقوله السجاير لازم تقل او تختفى خالص ... بعمل دا بس عشان خاطر مصطفى  :)



زهره  8 سنين
زهره اتفقنا بعد ما خلصت لها علاج  اننا خلاص بقينا اصحاب .. فاتفاجئت تانى يوم انها جيبالى تانيه اول كلها عشان تعرفهم على صديقها الجديد .. شكلها وهى بتعرفهم عليا .. دا الدكتور انا وهو اصحاب مش احنا اصحاب برضه يا دكتور .. اه يا زهره اصحاب وانا هموت من الضحك .. وعرفتنى على اسماء صحباتها كلهم ومشيت

احمد 6 سنين
احمد بقى اللى عمرى ما هنساه .. عشان الجزمه عضنى وانا بعمل له سنانه .. وياريته سكت على كده .. لأ دا كمان كل ما يجى مع باباه عشان اعالج باباه من اى حاجه .. يقعد يحكى انه عضنى  بس يوقع تحت ايدى تانى بس وانا اخلص منه القديم والجديد :) .

بالطبع انا وكل اهالى الاطفال دول بقينا اصدقاء بشكل كبير ونشئ بنا ود ..اعتقد ان دى اكبر ميزه فى مهتنى انى بصاحب ناس كتير حلوين .. يمكن الحاجات الصغيره اللى زى دى اللى بتخيلنى افضل حاسس بنعمه ربنا عليا انه اختار لى المهنه دى. وقلت اشاركم فيها :) 

لو عجبك البوست .. شير فى الخير بقى

2012/08/20

نصايح فضايح

 
طاهر قرر يقدم نصايح لاى حد يدخل فى علاقه او يرتبط او ناوى يخطب ويقول كل خبرته فى الموضوع وانا تماشيا مع حملته دى قررت انى اكتب خبرتى انا كمان  بوست طاهر هتلاقوه هنا

1-الجرأه حلوه 

صحيح ان الجرأه حلوه مفيش كلام .. بس خطوبه البنت اللى بتحبها صنعه وبالاصول .. واى دخله من دخلات السيما مفيهاش صنعه ولا لامؤاخذه هوبت ناحيه الاصول هتقلب بغم غالبا.


2-انت جاى تخطب ولا جاى تهرج؟ لأ انا جاى اهرج
 
عشان ميقلبش الحوار معاك وانت قاعد مع ابوها للشكل دا .. فانت لازم تجيب من الاخر وتقول للبنت انا ظروفى كيت وكيت اجى ولا ابوكى غبى عشان مش ناقصه غباء


3-ادينى فى الهايف وانا احبك يا فنانس

اغلب الخناقات اللى بتحصل فى فتره الارتباط .. لو اتكتب الكتاب الخناقات دى هتتحلل ذاتيا .. فانت خليك ناصح وبطل تتخانق على المواضيع اللى شبه دى


4-طلعت عمتك هى اللى قذره اساسا

لو لقيتها بتقارنك بينها وبين خطيب فلانه اللى جاب كذا لخطيبته وانت متقدرش تجيبه .. فلو كان دا تفكيرها تخيل بقى لما تطلع لليفيل اعلى وتقابل الوحش الكبير –باباها -هيقولك ايه


5-بابا وماما اخر حاجه بيفكروا فيها الفلوس

الجمله دى معناها " اخر حاجه بيفكروا فيها الفلوس لما بتبقى موجوده لكن لو ممعاكش فلوس فهما مش هيفكروا غير فيها "


6-انا قلبى مساكن شعبيه

الرجاله هم اللى شاحين فى السوق دلوقتى فمتخليش حد يعاملك على انك انت اللى فى منك كتير


7-انا كده ومفيش غير كده عندى

اوعى تغير تخطيطاتك للمستقبل بعد ما تقعد مع عمو .. ببساطه انا كده ومفيش غير كده عندي مفيش حل تاني لو عاجبك عاجبك مش عاجبك ماتسيبني في حالي


8-مسك ايدك يابت ... فى المفارق بس عشان يعدينى

ابعد عن اللى بتسيح دى اخرتك معاها وحشه 


9- اتصالات دلوقتى مش وقتها

متعملش فيها عم الحبيب .. انت وراك مصاريف بالعبيط ..خدها منى نصحيه الجواز قسمه ونصيب قضيها نت ااحسن 

2012/07/25

لما تكبر حبه


اكبر مشكله بتواجهك لما بتكبر شويه .. انك بتشوف حاجات كتير على حقيقتها ودا بيخلى الحياه سخفيه.
يعنى لما عرفت ان فيلم تايتانيك كان بيتصور فى بانيو او فى طشت مايه - مكانش فى بحر ولا يحزنون - اكيد دا بشكل كبير خلاك تشوف لقطات - كنت بتحبها فى الفيلم - لقطات سخيفه دلوقتى.
اهو دى اكبر مشكله بتحصل لما بتكبر شويه .
الحياه بيزيد نسبه السخف فيها .. عن نسب الانبهار اللى كانت بتحصلك وانت صغير.
حاجه كمان بتحصل انك بيزيد  نسبه جبنك فى حاجات .. عشان بتبقى زى اللى اتلسع من الشوربه .
وبتزيد شجاعتك فى حاجات عشان بتبقى زى اللى تعرف ديته اقتله. 
بمنتهى الاختصار كل ما بتكبر اكتر كل ما نسبه السخافه فى الحياه بتزيد لانك بتبقى عارف ديتها

2012/07/19

سيري ببطءٍ ، يا حياة


ناس كتير بتبطل النت والكتابه فى رمضان .. عندهم حق رمضان شهر فى السنه .. والمفروض نتفرغ فيه للعباده .. بس انا مش هعمل كده السنه دى .. انا حاسس انى بحاجه شديده للكتابه .. حاسس انها بتعوض عندى احساس مفيش حاجه بتعوضها غيرها ...انا قررت انى هكتب كل يوم فى رمضان عن كل حاجه نفسى فيها .

وهبدأ النهارده بالكتابه عن خوفى كل ما شهر بيعدى .. انا بقيت بخاف اكبر معرفش ليه .. وكنت فاكر ان دا شعور انثوى الستات بس اللى بتخاف تكبر ... بس مش عارف ليه الشعور دا مسيطر عليا فى الفتره الاخيره بشكل غريب.

كل شهر يعدى اسأل نفسى انت دلوقتى بقيت كام سنه ؟؟!! 25 وتلات شهور .. يا ترى التسع شهور على ما تقفل ال 26 هيعدوا بسرعه ولا ببطئ .

كل يوم اسأل نفسى من الاحمق اللى اخترع فكره اننا نكتب سنه الميلاد فى شهاده الميلاد .. لو مكوناش نعرف احنا اتولدنا فى سنه كام كان هيبقى اريح لينا .. الراجل اللى اخترع الاختراع دا غبى بجد غباء التنين

انا قررت اكتب كتير واحكى عن ذكريات كتير من اول دلوقتى .. هكتب عشان احس ان الحياه بتسير ابطئ وهقعد ادندن قصيده درويش
 
"قلْ للحياة، كما يليق بشاعرٍ متمرّسٍ:‏
سيري ببطء كالأناث الواثقات بسحرهنَّ ‏
وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةٍ نداءٌ ما خفيٌّ:‏
هيْت لكْ/ ما أجملك!‏
سيري ببطءٍ ، يا حياة، لكي أراك‏
بكامل النقصان حولي. كم نسيتك في
خضمّك باحثاً عنّي وعنك. وكلّما أدركت
سرّاً منك قلت بقسوةٍ: ما أجهلكْ!"


هدندنها عشان يمكن الحياه تسمع الكلام وتمشى ابطئ.

انا قررت رمضان دا هعتبره بدايه مرحله جديده .. هرجع فيها حاجات فيا كنت بحبها وحاسس انها اختفت وهتخلص من حاجات فيا مش عجبانى .. عاوز اقرب لربنا فيه واحس بحلاوه القرب منه .. انا عاوز اغير حاجات كتير وقررت انى ابدأ دلوقتى

واول حاجه هعملها فى التغيير دا انى قررت انى اكتب كتير

كل سنه وانتوا طيبين

2012/05/18

البحث عن نهايه اخرى


حين رأيتها ..عرفت انها تشبه كل اللاواتى اعجبت بهن .. هادئات كلهن وهن صامتات , دافئات كلهن وناعمات , وحين يتكلمن يظهر فى عيونهن مرح الاطفال , شقاوتهن محاطه بهاله من الأدب , وضحكهن يخرج من القلب.
تشبههن جميعا لاننى لن التفت اليها ان لم تكن مثلهن.
البدايه لا تختلف .. أقابلها صدفه, أتحدث معها وكأننا اصدقاء منذ وُلدنا , تندهش - كالعاده - كيف صرنا هكذا فى وقت قصير .. لكنها لا تمانع - مثلها مثلهن - فى التمادى فى تلك الصداقه اكثر .. نتبادل الهواتف والايميلات .. نتكلم كثيرا لنحكى كثيرا ونضحك كثيرا.
احاديثنا تكون عن كل الاشياء المضحكه التى مرت علينا طوال السنوات الفائته ..وكأن احدنا عاد من سفرٍ ويريد ان يحكى لصديقه كل ما فاته.
يمتعنى حديثها , تجذبنى اليها , تثير فيّ الرغبه فى الكتابه عما تثيره بداخلى.
تشبههن .. الحديث معها يتحول للهزار كلما انعطف ناحيه الجد.. وفى الهاتف يعجبنى صوتها .. كلهن يعجبنى صوتهن.. لو لم يعجبنى لما عرفتهن .. انا احب بعينى واذنى اولا وثانيا.

تشبههن فى ضحكها عندما تجاملنى على اى شئ .. فأسألها مازحا هل تريدين رقم اهلى لتتقدمين لخطبتى ؟..وتشبههن جميعا حين تحتار فيما اريده -حقا - منها ... نتبادل كلام الحب هازلين ولن نتوقف ... وتظل فى حيرتها عن  نسبه الجد فى كلامى ونسبه الهزل , نحكى عن الماضى الحزين -قليلا فقط - ونضحك .
 وتختفى فجأه مثلهن ايضا , لأعود وحيدا كما أنا .. منتظرا ان تبدأ القصه بطريقه اخرى .. لعلها هذه المره تنتهى نهايه اخرى

2012/05/05

الجدات لا تثور

 (1)
ادعى اننى اعرف كل التفاصيل عن حياه ابى .. كل التفاصيل التى من الممكن جمعها حاولت ان اجمعها .. تعليقاته على هوامش كتبه , قصص الاقارب والاصدقاء عنه , صرت اعرف كل الحماقات التى ارتكبها فى الطفوله , اعرف خلافاته مع جدى كيف ابتدت وكيف انتهت , اعرف عِنده مع مدرسه فى الاعدادى وقرار الرسوب عندا فيه .. اعرف كل صفاتى التى ورثتها منه.

انا اعرف كل التفاصيل التى لم يجمعها غيرى ... اعرف عن جدته والدى التى ربته بعد وفاه والدته ... واعرف من اين ورث كل هذا الحنان... اعرف عنها هى –جدته- الالاف القصص التى جعلتنى احبها ... هؤلاء الذين تربيهم جداتهم يصبحون اكثر حنانا وحبا وعطفا .

لن تصدق اننى ذهبت للمستشفى التى توفى فيها ... زرتها وتجولت فى اروقتها كأننى كنت ابحث عنه هناك .. لم استطع التعرف على سريره ولا على غرفته بالطبع .. لكن شيئا ما كان ينادينى ان ازور هذا المكان... عمى كان يكره هذه المستشفى .. يكره حتى المرور من امامها .. لذا كان من الصعب على اصطحابه معى ليخبرنى اين كانت غرفه والدى ... ومع ذلك ذهبت اليها وحدى.

انا احبه ... ربما لم أره طويلا ... ربما توفى وانا صغير لتكون معى ذكريات كثيره عنه ... لذا استمتعت بجمع القصص عنه.

تصورت ان الجميع يفعلون ما فعلته .. الكل يصيبه الفضول ليعرف اكثر عن حياه ابويه فى حاله ان اراد الله ان يحرمه منهم فى احدى محطات حياته.

 
(2)

هى فتاه لم تكمل التاسعه عشر من عمرها بعد اندهشت منها عندما اخبرتنى انها لا تعرف تفاصيل الحادثه التى اودت بحياه والديها وهى طفله ..اخبرتنى ان جدتها - التى تولت تربيتها - لا تحب الكلام فى هذا الامر .. فقلت لها عندها حق وانا اتسأل فى داخلى من يستطيع ان يمنع فضوله ليعرف تفاصيل امرا كهذا .. من يستطيع ان يمنع نفسه ان يسأل الاهل , الاقارب , الابعد , او حتى المعارف واهل البلد الذين عاصروا هذه الحادثه بالتفصيل .. ولماذا كان عليها ان تكتفى بغضب الجده ورغبتها فى عدم الحكى.

(3)

هى ككل الذين ربتهم جداتهم ... كأبى وعمى ..عينيها تشع بالحنان والطفوله .. انا اعرف هذه العيون .. رأيتها فى كل الطيبين الذين عرفتهم .. لكنها تزيد عليهم بشقاوه الطفوله البديعه ... جسمها الصغير وضحكتها الصافيه وعينيها الضاحكه الحانيه ستجعلك تظن انها مازلت طفله فى المدرسه .. حتى الاطفال اعينهم لم تعد بهذا الصفاء .. تدهشك ردود افعالها وارائها فى الحياه ..ورثت حنان الاجداد وارائهم .. لكنى لم اعرف من اين ورثت جمال الشكل والروح معا. 
(4)
اثارت فضولى .. لأول مره افهم كيف لمن هم فى مثل عمرنا معارضه الثوره؟... لم اكن فى البدايه افهم كيف يمكن لهذا ان يحدث؟ .. لذا توقفت عندها طويلا.

ارائها ستزعجك بالطبع لو كنت مؤيد للثوره .. هى مؤمنه "ان ربنا سيختار لنا الخير .. ربنا كبير .. نهدا بقى عشان البلد تقف على رجلها ".. ارائها تشبه اراء الجدات الكبار ..بالطبع تزعجنى .. اخبرها اننا نحن الشباب نصنع الاحداث لا ننتظرها تحدث .. ربنا كبير وسيختار لنا الخير فقط لو قمنا ننتزع حقوقنا ونبنى مستقبلنا .. لو شاركنا فى كل شئ .. لو غضبنا حين تنتهك كرامتنا او كرامه غيرنا .. لو هتفنا بسقوط كل فاشل وكل جبان وكل خائن .. لو نزعنا عنهم السلطه والجاه حينها فقط سيختار لنا الله الخير .. حنان الجده رائع .. اما ارائها مزعجه ومثيره للغضب.

اقناعها امر مزعج .. ككل الطيبين تظل تردد كلمات الكبار ان "اهم حاجه بس حال البلد يتعدل .. وربنا ان شاء الله هيكرمنا " حينها اكره كل الطيبين .. احب الثائرين .. هؤلاء الذين يحمر وجههم وتنتفض عروقهم عندما يتحمسون لفكره ما.
 
(5)

اذكرها ان كل الكبار فاشلين .. تخرجوا من معاهد او كليات لم تتطلب منهم موهبه خاصه او ذكاء كبير .. نجحوا بصعوبه .. اشتغلوا بالواسطه فى مكان لم يزيدهم الا غباء .. ذكائهم لا يؤهلهم ليعملوا فى اماكن مرموقه لذا فهم مدينون للفساد وسيدافعون عنه .. لم يتطوروا ولا يحتاجون لهذا .. فقط عليهم ان يدعوا للفساد ليلا ونهارا ... الكبار فاشلين وانتفعوا من الفساد
.
 
(6)

تستمر فتشعل غضبى .. احاول ان ابث فيها طاقه الشباب .. اخاف على روحها ان تشيخ مبكرا ..اخاف ان اراها جده وهى لم تطفئ شمعتها العشرين بعد.

انصحها ان تختلط بين اصدقائها .. الا تستمع للكبار ان تسمع لمن هم فى عمرها .. ان تقرأ للناجحين .. ان تقرأ وتقرأ وتقرأ لتكتسب خبره الاكبر دون ان تفقد حماس سنها .. ادعوها لتصنع ثقافتها وتثور على كل افكار الجدات اللتى تحيطها... الثقافه والقراءه فقط هى املك الوحيد يا عزيزتى لتعيشى سنك .. وتخرجى من كلام الفاشلين- الكبار - قبل ان تصبحى مثلهم

2012/03/30

بيبى فى البوتى

كل ما اشوف اختى وهى بتعلم بنتها تقعد على البوتى اقعد افتكر سيناريو الحياه الطويله اللى الواحد مر بيها ... الحياه صعبه بكل ما تعنيه الكلمه من صعوبات.
ريم بنت اختى سعيده وهادئه لا يشئ سيعكر مزاجها فى الايام المقبله سوى طريقه الجلوس على البوتى ... ما الدافع لها لتجلس على هذه اللعينه اللتى كانت تسمى اصريه فاصبحت تسمى بوتى .. حياتها كانت اريح .. اليوم عليها ان تتحمل شئ من اثنين ... اما ان تتخلى عن راحتها وهى تمارس حقها الطبيعى فى ابيبى آمن  ... واما ان تتحمل نظره امها  , وزعيقها , وربما ضربها.
الحياه صعبه جدا .. جلست مع ريم حاولت ان امارس دور الخال الطيب ... شرحت لها ان الحياه ستزداد صعوبه وانها يجب ان تسعتد للصعوبه من هذه اللحظه ..
 "وبعدين انتى ليه مكبره الموضوع يا ريم .. البوتى شكلها حلو .. اصلا كون اسمها بوتى مش اصريه مشجع جدا على الجلوس عليها والاستمتاع .. طب انتى عارفه الحياه هيبقى فيها ايه تانى؟!!" 
ريم بنت اختى تستمع دائما بإنصات يفوق الوصف ... الوحيده فى هذه الحياه التى تستمع لى بهذا الانصات ... تتركنى حتى انتهى من كلامى ... تبتسم "وتقول ماسى" ..
 اذا رأت اننى لم اقتنع فستستعين بلغتها الام " الصينيه القديمه"  لاقناعى اكثر .. " تع لع يوع يونج هانج توب صاح لووو مان شينج .. ماسى؟" وانا عشان مابنش عبيط يعنى لازم اقولها ماسى .
جلست معها لاحكى لها اننى اليوم اخر يوم لى فى ال24 وغدا سأكمل ال25 عاما بالتمام والكمال .. طوال هذه السنوات تغلبت على مشاكل " بحجم مشكله البوتى" وباحجام مقاربه ... ستتغلبين عليها يا حبيبتى حتما .. واستعدى لمشاكل اكبر فى الحياه .. اعدك ان اكون بجوارك فى المره القادمه .. ربما سأستطيع ان اساعد اكثر فى المره القادمه ..الان عليك ان تواجهى قدرك وتعتادى على البوتى... واتركى خالو يواجه ما سيفعله فى عامه ال25 الذى اوشك على البدأ :(
وتمنى لمصر حظ سعيد فى جلوسها على البوتى بامان هى الاخرى :)
هاتى بوسه كبيره وحضن لخالو بقى
تركتنى دون رد .. ولم تعطنى الحضن ولا البوسه فقد كانت تحاول ان تجد حلا لمشكله البوتى المؤرقه